هل يحدث حمل مع ضعف المبايض؟ سؤال يشغل بال الكثير سواء الرجال أو النساء، فالمرأة التي تعاني من ضعف المبايض غالباً ما تصاب بالعقم وتأخر الحمل، وهذا ما يجعل النساء أكثر بحثاً عن إمكانية الحمل في ظل ضعف المبايض، وكذلك فإن الرجل لا يستطيع الإنجاب ما دامت الزوجة تعاني من هذا الضعف في المبايض مما يجعل الأمر غاية في الأهمية لكلا الزوجين على حد سواء.
ولذا كان لابد أن نجيب على تساؤل هل يحدث حمل مع ضعف المبايض ونوضح ما إذا كانت هناك إمكانية لحدوت الحمل من عدمه في ظل هذا الانخفاض، وسنتعرف على النسبة الطبيعية لمخزون المبايض ونعرف متى يكون ضعيفاً، كما سنوضح كيفية علاج ضعف المبايض والعديد من التساؤلات التي سنجيب عليها من خلال هذا المقال.
ما المقصود بضعف المبايض؟
يعتبر ضعف المبايض أو فشل المبيض المبكر عبارة عن حالة نادرة تصيب النساء وخاصة تحت عمر الأربعين، ويمكن لهذه الحالة أن تبدأ من سن المراهقة.
وتظهر هذه الحالة في البداية بانقطاع الطمث أو ظهور فترات غير منتظمة من الطمث، وكذلك أعراض سن اليأس، وهذا كله يحدث نتيجة توقف عمل المبيض أو عدم قدرته على إنتاج البويضات ونقص هرمون الأستروجين.
ويتم إنتاج هذا الهرمون عن طريق المبيض ويعتبر هو المتحكم في فترات الدورة الشهرية وله دور كبير في عملية الإخصاب، ومع التقدم في العمر يتوقف المبيض عن إنتاج وإفراز هرمون الأستروجين، مما يتسبب في مشكلة ضعف التبويض.
ما مخزون المبيض الطبيعي؟
إن كل بويضة في مبيض الأنثى تعيش داخل جريب (Follicle)، وهو عبارة عن كيس مملوء بالسوائل ويشتمل على العديد من الخلايا التي تعمل على دعم نمو ونضج البويضة، وهذا الجريب يفرز العديد من الهرمونات المختلفة بما فيها الهرمون المضاد لمولر.
وحتى يتم معرفة عدد البويضات الموجودة لدى المرأة يتم قياس مستوى هذا الهرمون عن طريق فحص دم، ومن خلال النتيجة يتمكن الطبيب من تقدير عدد الجريبات الموجودة داخل المبيض، فكلما زاد عدد الجريبات زاد عدد البويضات الموجودة لدى المرأة مما يعني زيادة فرص الحمل.
المستوى الطبيعي لمخزون المبيض يكون من (1.5 -4.0) نانو جرام لكل ملليلتر، ولكن قد يزيد أو ينقص عن هذا المستوى نظراً للعديد من العوامل مثل العمر.
متى يكون مخزون المبيض ضعيف؟
يمكن أن نقسم الضعف في مخزون المبيض إلى درجتين، الدرجة المنخفضة وتكون من (0.5- 1.0) نانو جرام لكل واحد ملليمتر أو أقل، والدرجة المنخفضة جداً إذا كانت أقل من 0.3 نانو غرام/ ملليلتر، ويدل هذا الانخفاض على:
- نقص عدد البويضات ونوعيتها عند المرأة وبشكل خاص خلال سن الإنجاب، مما يعني قلة الاستجابة لعملية التلقيح الاصطناعي.
- فشل المبايض المبكر مما يعني أن المبيض لا يعمل.
- الدلالة على الدخول في سن اليأس أو الاقتراب منه.
- إمكانية الاستجابة لسرطان المبيض.
- وجود مشكلة في الجين الموجود على الكروموسوم 19، والمسؤول عن إنتاج هرمون AMH لدى الذكور الرضع المولودين دون وجود خصيتين مرئيتين.
هل يحدث حمل مع ضعف المبايض؟
- لعل سؤال ( هل يحدث حمل مع ضعف المبايض) يشغل الكثير من النساء وبشكل خاص النساء اللاتي يعانين من ضعف حقيقي في المبايض وما زال عندهم أمل في حدوث الحمل.
- فعندما يتوقف المبيض عن إطلاق البويضات تتوقف حين إذ الدورة الشهرية، كما لا تحدث الإباضة كل شهر كما هو معتاد، وهذا في حد ذاته يترتب عليه صعوبة شديدة لحدوث الحمل، وغالباً ما يحتاج إلى تدخلات طبية مما يسبب القلق الشديد لدى النساء المصابات بالضعف.
- ولكن يمكن أن يحدث حمل لحالات الإباضة غير المنتظمة إن صادف التبويض دخول الحيوانات المنوية وتخصيب هذه الحيوانات للبويضة، أما في حالات الضعف الشديد لا تحدث الإباضة إلا بعد معالجة وزوال السبب.
- وما يدعو للأمل أن الدراسات أظهرت أن حوالي 5% إلى 10% من النساء المصابات بضعف التبويض من الممكن أن يحملن دون تدخل طبي بعد التشخيص، والبعض الآخر من الأبحاث يشير إلى أن المبايض تبدأ في العمل بشكل طبيعي من تلقاء نفسها في هذه الحالات.
- فعندما يعمل المبيضان مجدداً بشكل صحيح يمكن استعادة الخصوبة وإمكانية حدوث الحمل، ولكن ينبغي للمصابة بهذا الضعف أن تتابع مع الطبيب المختص لوضع البروتوكول العلاجي المناسب والمتابعة المستمرة لتحسين حالة المبيض.
ما أعراض نقص مخزون المبيض؟
يوجد العديد من الأعراض التي لها دلالة مباشرة على نقص مخزون المبيض، وفي حالة ظهورها لابد من الرجوع إلى الطبيب المختص لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتتمثل هذه الأعراض في:
- الجفاف الذي يحدث في المهبل.
- كثرة التعرق الليلي.
- الصعوبة في التركيز والحدة في الطبع.
- انخفاض في الرغبة الجنسية.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
- غياب أعراض الإباضة.
- الهبات الساخنة.
ما علاج ضعف المبايض الشديد؟
حتى نتمكن من علاج ضعف المبايض فلابد أن نحدد السبب المؤدي لهذا الضعف، فقد يكون الضعف ناتجاً عن وجود مشكلة بجزء من الدماغ، أو مشكلة في الغدد المتحكمة بعملية الإباضة، كما قد تكون مشكلة في المبايض نفسها.
والإصابة بأي مشكلة من هذه المشاكل يترتب عليها التقليل من خصوبة المرأة، وعلاج أسباب ضعف المبايض يعتمد بشكل أساسي على عدة سبل تتمثل في:
• الهرمونات البديلة
حيث يتم تزويد جسم المرأة بهرمون الإستروجين والعديد من الهرمونات الأخرى التي لا تنتجها المبايض، وتعالج الهرمونات البديلة ضعف المبايض من خلال تحسين الصحة الجنسية والعمل على تعزيز إنتاج البويضات.
يمكن أن يتم علاج ضعف المبايض عن طريق استخدام حبوب منع الحمل الفموية (عن طريق الفم)، كما يمكن استخدام البروجسترون أو استراديول.
• مكملات ديهيدرو إيبي آندروستيرون
وتعد هذه المكملات من أكثر العلاجات انتشاراً لتناقص احتياطي المبيض والذي يقصد به عدد البويضات المخزنة داخل جسم المرأة.
• مكمل هرمون النمو
والذي يتم استخدامه لزيادة إنتاج البويضات ولتحسين جودتها وبالتالي زيادة فرصة الحمل لدى النساء اللاتي يعانين من ضعف المبيض.
• أدوية الخصوبة
ومن أمثلة أدوية الخصوبة دواء كلوميد الذي يساعد على الإباضة كما يعمل على تعزيز فرصة الحمل خلال ستة أشهر من العلاج.
قد لا تكون لأدوية الخصوبة أي تأثير إذا كان سبب ضعف الإباضة عبارة عن فشل المبايض المبكر أو انخفاض احتياطيات المبيض، وبالتالي يكون التلقيح الصناعي الحل الأنسب في هذه الحالة.
• العقاقير الحساسة للأنسولين
وهذه العقاقير قد تكون مناسبة للنساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد التكيسات (Polycystic Ovaries Syndrome).
• تغيير نمط الحياة
بعض الحالات يمكن فيها علاج ضعف المبايض من خلال تغيير نمط الحياة، وذلك عن طريق تناول نظام غذائي صحي ويكون مليء بالفيتامينات والعناصر ذات الأهمية للجسم.
كما يتم ممارسة التمارين الرياضية واكتساب مزيداً من الوزن في حالة النحافة المفرطة، وخسارته في حالة السمنه.
هل المنشطات تقلل من مخزون المبيض؟
أجل.. يؤثر تنشيط البويضات على مخزونها في الجسم ويعمل على تقليل عددها.
فكثيراً ما تلجأ المرأة إلى تنشيط البويضات من أجل نجاح حملها، وهذا في حد ذاته يعد استهلاك لأعداد البويضات الموجودة لديها داخل المبيض.
فمن المهم أن نعلم أن المرأة تولد بعدد معين من البويضات، وبالتالي فإن الجسم لا يقوم بتصنيع البويضات مما يعني تناقص عددها وخاصة مع كل دورة.
وبالتالي فإن زيادة فرص الحمل غالباً ما تعتمد عل تنشيط البويضة مما يعني نزول أكثر من بويضة في وقت وحد، والذي يعني تقليل عدد البويضات المتبقية في الرحم.
وعلى الرغم من هذا التفسير النظري الذي يبدو مقبولاً من الناحية المنطقية إلا أنه حتى الآن لا يوجد دراسات علمية كافة تدعم هذا الموضوع أو تعمل على دراسته.
كما أن مخزون البويضات لدى المرأة يتأثر بالعمر، فكلما تقدمت المرأة بالعمر كلما قل عدد البويضات الموجودة في المبيض.
المراجع
© 1998-2022 Mayo Foundation for Medical Education and Research (MFMER)
