هل يوجد علاقة بين هرمون البروجسترون والحمل؟ وإن وُجد فما هي؟، أسئلة تتبادر في أذهان الكثير من الناس، لا سيما السيدات ولكن ليس بعد قراءة هذا المقال، إذا نوضح لكم فيه كل ما يتعلق بالهرمون من علاقته باالخصوبة والانجاب، فوائده قبل وأثناء وبعد الحمل، فضلًا عن العلاجات التي تكون به وفيما تستخدم.
هرمون البروجسترون والحمل
ثمة علاقة قوية بين البروجسترون والحمل، إذ يعد هذا الهرمون من ضمن المسببات التي تساهم في نجاح الإنجاب بطفل جديد، سواء كان بشكل طبيعي أو عن طريق تدخل الطبيب، إذ يعمل بوجه عام على الآتي:
- المساعدة في زرع البويضة المخصبة في الرحم لتأسيس الحمل.
- نمو وانبساط الرحم.
- منع الولادة المبكرة.
- حفظ الجنين طوال فترة الحمل بحالة صحية جيدة.
وللتوضيح، إن ما يربط بين هرمون البروجسترون والحمل لا يتوقف فقط على هذه العوامل، بل له أدوار كثيرة تختلف وظائفها قبل الحمل عن وظائقها بالنسبة للمرأة الحامل، لكن أولاً وقبل أي شيء لا بد أن نتعرف على البروجسترون كهرمون.
اقرأ من هنا: بعد تأخر الحمل ٥ سنوات | قصص نجاح
ما هو البروجسترون
مبدئياً، إن البروجسترون بوجه عام هو عبارة عن أحد الهرمونات الأنثوية التي توجد بشكل طبيعي في المبيضين والمشيمة وكذلك الغدد الكظرية لا سيما أثناء فترة الحمل، إذ يعرف باسم P4 أو Prog.
كما يقوم الطبيب بإعطائه كأحد أدوية الخصوبة في حال أخذ قرار بإجراء عملية من عمليات الحمل والإنجاب، مثل التلقيح الصناعي أو ما يعرف بالحقن المجهري؛ وذلك من أجل علاج الخلل في إفرازه والذي قد ينجب عن الأدوية الأخرى المستخدمة في هذه العمليات.
هرمون البروجسترون والحمل الطبيعي
في الواقع يفرز هرمون البروجسترون في جسم الأنثى بغزارة خلال الأيام المبكرة من الحمل الطبيعي عن طريق الجسم الأصفر، إذ إن الجسم الأصفر هو عبارة عن كيس من بصيلات المبيض يقوم بإفراز هرمون البروجسترون قبل ومع بداية الحمل الطبيعي حتى مرور 10 أسابيع على وجود الجنين في الرحم.
بعد ذلك يقف الجسم الأصفر عن إفراز الهرمون ومن ثم تبدأ المشيمة في إنتاجه، حيث تستمر المشيمة في هذا الدور لمدة 3 شهور، أي خلال الثلث الأول من مراحل تطور الجنين، ومن ثم ترتفع مستويات البروجسترون في الجسم لحد كبير إلى أن تتم عملية الولادة.
اقرأ من هنا: تكيس المبايض والحمل
البروجسترون قبل الحمل
وعلى الرغم من العلاقة المتلاحمة بين هرمون البروجسترون والحمل الصحي السليم، إلا أن هذا الهرمون لا يفرز عند السيدات الحوامل أو المتزوجات فقط، بل يبدأ إفرازه من الجسم الأصفر وكذلك الغدد الكظرية مع وصول الفتيات لسن الإنجاب.
إذ يتكرر عندئذ إفرازه مع النصف الثاني لكل دورة شهرية، سواء تم تخصيب البويضة أم لا، كما يذكر أن مستويات إنتاج البروجسترون قبل الإباضة تختلف عن مستوياتها أثناء الإباضة، وذلك على النحو التالي:
- مستويات البروجسترون قبل الإباضة عادة ما تكون أقل من أو تساوي 0.89 نانوغرام لكل مل.
- ترتفع مستويات البروجسترون في جسم الأنثى أثناء الإباضة، حتى تصل إلى 12 نانوغرام لكل مل.
- بينما تتراوح مستويات هرمون البروجسترون بعد الإباضة وقبل الحيض بين 1.8-24 نانوغرام لكل مل.
هرمون البروجسترون والحمل المبكر
في الحقيقة هناك علاقة وطيدة بين معدل إفراز هرمون البروجسترون والحمل المبكر، حيث يساعد الهرمون على تهيئة الرحم؛ من أجل تسهيل عملية خروج الجنين منه، هذا بالإضافة إلى كونه يعمل في البداية على تكثيف بطانة الرحم؛ بهدف جعلها في حالة استعداد تام لاستقبال الجنين، ومن ثم تثبيت هذا الجنين بها حتى لا يحدث الحمل المبكر، وللتوضيح:
- خلال عملية الانتصاب يتم تخصيب بويضة الزوجة بواسطة الحيوان المنوي للزوج داخل قناة فالوب.
- بعد ذلك يغادر الزيجوت “الجنين المخصب” قناة فالوب ساعيًا إلى الوصول للرحم؛ من أجل الاستقرار به طول فترة الحمل.
- يصل “الزيجوت” إلى الرحم في غضون 5 أيام بعد الإباضة.
- بعد مرور يومين، يلتصق الجنين في بطانة رحم أمه.
وهنا يظهر دور هرمون البروجسترون في بداية الحمل، إذ من الضروري أن يتم إفرازه بنسب عالية في هذا الوقت تحديدًا؛ لأنه يعمل على زيادة سمك بطانة الرحم، وبالتالي تستطيع البطانة أن تتحمل الجنين مهما بلغ حجمه لمدة التسع أشهر، وهذا يعني أن عدم إفراز الهرمون قد يؤدي إلى:
- رقة سمك بطانة.
- عدم تحمل الرحم للجنين.
- حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة.
لهذا السبب في حال الإنجاب بالتلقيح الصناعي، فإن الطبيب يحاول دائمًا ضبط مستوى تركيز هرمون البروجسترون في رحم الزوجة قبل ترجيع الأجنة إليه، حيث من المستحيل أن تتحمل بطانة الرحم التصاق الجنين بها إلا بوجود هذا الهرمون، وفي الغالب يتم ضبطه عن طريق تناول مكملات غذائية تحتوي على نسب معينة منه.
دور هرمون البروجسترون أثناء الحمل
ربما تفكر الآن فيما “إذا كانت العلاقة بين هرمون البروجسترون والحمل تكمن في تأسيس الرحم من أجل تثبيت الحمل، إذاً فلماذا بعد التصاق البويضة في بطانة رحم الأم تتولى المشيمة إفراز مزيدًا من الهرمون؟”.
ولمزيد من التوضيح، تجدر الإشارة إلى أن دور هرمون البروجسترون لا يتوقف فقط على إعداد الأرحام وتهيئتها من أجل استقبال الأجنة، بل إن له وظائف أخرى هامة أثناء شهور الحمل، لا سيما في الربع الأول من فترة وجود الجنين في الرحم، إذ تتمثل باختصار في:
- دعم الجنين أثناء النمو.
- تغذية الأجنة خلال الفترة ما بين 8 إلى 10 أسابيع.
- منع الإباضة.
- تقوية المناعة.
- المساعدة على انسداد مخاط عنق الرحم.
- تحضير الثدي من أجل الاستعداد لمرحلة الرضاعة الطبيعية.
يذكر أن العلاقة بين هرمون البروجسترون والحمل ترتفع في بداية الحمل وأثناءه ثم تقل بعده؛ لذا تنخفض تبعًا لذلك مستويات إفراز الهرمون بعد الحمل عما كانت قبله، وذلك في غضون معدل تدريجي يستغرق ما يزيد عن ثلاثة أسابيع أو أكثر، ثم تستأنف الهرمونات بعد ذلك أنماطها الطبيعية.
العلاج بأدوية هرمون البروجسترون والحمل
وفي سياق الحديث عما يربط بين هرمون البروجسترون والحمل تجدر الإشارة إلى أن الطبيب أحياناً قد يستخدم البروجسترون كعلاج، ليس فقط في حال الإنجاب بعمليات التلقيح الصناعي، بل أيضًا لحل كثير من المشكلات التي تواجه الحمل الطبيعي، والتي من ضمنها:
- قلة مستويات إفراز هرمون البروجسترون عند السيدة عن المستوى الطبيعي لها.
- التعرض للإجهاض المتكرر.
- قصر حجم عنق الرحم لدى السيدة.
وفي الحقيقة ثمة عدة أنواع مختلفة من علاجات البروجسترون، إذ يتمثل أشهرها في:
- توصيله للجسم عن طريق الحقن.
- استخدام الجل المهبلي.
- البروجسترون المهبلي.
ما هو البروجسترون المهبلي؟
باختصار، إن البروجسترون المهبلي عموماً هو عبارة عن تحميلة مهبلية بها حوالي 50:400 مجم من البروجسترون، وللتوضيح تساهم تلك التحميلة في دعم الحمل إضافة إلى الحفاظ على الشمع، حيث يتم إطلاقها في الجسم ببطء؛ حتى يمتصها ومن ثم تتحقق الأهداف المرجوة.
علاج مشكلات هرمون البروجسترون والحمل بالجل المهبلي
أما عن الجل المهبلي فهو عبارة عن جل موضعي من الهرمون يتم استخدامه مرة واحدة في اليوم، إذ يساعد على حل مشاكل نقص إفراز هرمون البروجسترون والحمل.
ختاما، يذكر أن البروجسترون يعتبر أفضل الطرق العلاجية، حيث إنه الوحيد الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج ART، فضلاً عن ذلك حصلت مكملات البروجسترون على اعتماد إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) لاستبدال متلقي البويضات المانحة ونقل البويضات المانحة.
ولكن على الرغم من ذلك فإن الإفراط في تناول هذه الأدوية أو استخدامها دون علم طبيب مختص يعرض حياتك للخطر، إذ قد ينجب عنها الكثير من الأعراض الجانبية؛ لذا قبل كتابة أي أدوية أو إجراء أي عملية، يسعى مركز رويال دائما لفحص الحالة جيدًا؛ بهدف تقرير العلاج المناسب والأكثر أمانًا لها.
اقرأ من هنا: ما هي مواصفات السائل المنوي لحدوث الحمل؟
المراجع
What Does Progesterone Do In Pregnancy?
Progesterone During Pregnancy: Uses & Treatments