نسبة نجاح الحقن المجهري مرتبطة بعوامل كثيرة جدًا، ولعل أهمها هو عمر المرأة والذي على أساسه تتحدد نسبة نجاح العملية، وثمة عوامل أخرى تؤثر في نجاح العملية مثل حالة التكيس وكذلك جودة الحيوانات المنوية للرجل، الآن في هذه المقالة نتناول العوامل المؤثرة بالتفصيل.
ما هو الحقن المجهري؟
قبل كل شيء، تجدر الإشارة إلى أن الحقن المجهري، تعد واحدة من أشهر التقنيات المستخدمة في علاج العقم، إذ يلجأ إليه الكثير من الأزواج في حالة عدم حدوث الحمل بالشكل الطبيعي عن طريق العلاقة الحميمة، ولكن هناك العديد من المؤشرات والعوامل التي تتحكم في نجاح عملية الحقن المجهري، كما أنه ثمة شروط لضمان أقصى قدر لتحقيق نجاح العملية سنتعرف عليها لاحقًا.
اقرأ من هنا:هل عملية الحقن المجهري مؤلمة؟
نسبة نجاح الحقن المجهري للمرة الأولى
وفي الواقع من أهم العوامل التي تحدد نسبة نجاح عملية الحقن المجهري هو عدد مرات حدوث الحقن، حيث أن المرة الأولى التي يحدث فيها الحقن تختلف عن المرة الثانية، وفي إحدى الدراسات التي تمت في سان فرانسيسكو بجامعة كاليفورنيا، تبين أن عدد كبير من الأزواج الذين يعانون من العقم، لا سيما المشاكل الصعبة، قد تمكنت زوجاتهم من الحمل بعد الحقن المجهري.
خلال هذه الدراسة تم إخصاب من 70% إلى 80% من البويضات المحقونة، وهي نسبة تعادل المعدل الطبيعي للإخصاب، كما أشارت الدراسة إلى أن الإخصاب عن طريق الحقن المجهري يكون معدله أعلى بالطرق المستخدمة في التلقيح الصناعي، ولكن معدل الحمل متساوي في هذا وذاك، وللتوضيح يتحدد على أساس عمر المرأة كما يلي:
- من سن 18 : 34 عامًا، نسبة نجاح عملية الحقن المجهري تكون 44%.
- بينما من سن 35 : 37 عامًا، نسبة نجاح عملية الحقن المجهري تكون 39%.
- أما من سن 38 : 39 عامًا، نسبة نجاح عملية الحقن المجهري تكون 30%.
- في حين أن من سن 40 : 42 عامًا، نسبة نجاح عملية الحقن المجهري تكون 21%.
- ومن سن 43 : 44 عامًا، نسبة نجاح عملية الحقن المجهري تكون 11%.
- أخيراً، من سن 45 عامًا فما أكثر، إذ تكون نسبة نجاح عملية الحقن المجهري 2%
أقرا أيضا: متى يثبت الحمل بعد الحقن المجهري؟
نسبة نجاح الحقن المجهري للمرة الثانية
والحقيقة إن نجاح الحقن المجهري في المرة الأولى لا يحدد احتمالية نجاح الحقن المجهري في المرة الثانية، بل قد ينجح الحقن المجهري في المرة الثانية، خاصةً إذ كان العقم لدى الرجل مرتبط بنوعية أو جودة أو حركة الحيوانات المنوية، حيث أن الحقن يدعم الحيوانات المنوية كما يساعدها في الوصول إلى البويضة وتخصيبها.
- بعض الأطباء يوصون بإجراء الحقن المجهري في بعض الحالات الأخرى، مثل أن يكون الرجل يعاني من انخفاض نسبة الحيوانات المنوية.
- أو وجود تشوهات في شكلها.
- وكذلك في حالة حدوث حركة غير طبيعية بها.
ومن الجديد بالذكر أن هناك دراسة أخرى أجراها المركز الطبي الألماني Endokrinologikum Hamburg على ما يقارب 890 أسرة، وتبين أن نسبة نجاح الحقن المجهري في المرة الثانية تبلغ 55.7 %، وذلك بعد الحقن مباشرة ودون أي مساعدة.
نسبة نجاح الحقن المجهري في سن الثلاثين
كما ذكرنا سابقاً فإن العمر هو المحدد الأول لنسب نجاح عملية الحقن المجهري، وكلما تقدمت المرأة في السن، قلت نسب نجاح الحقن المجهري، وهذا يعني أنه:
- في بداية الثلاثينات وحتى سن 34 عامًا، تكون نسبة نجاح العملية 44%.
- بينما في الفئة من سن 35 عامًا وحتى سن 37 عامًا، تقل النسبة لتصل إلى 39%.
- هذا وفي فترة ما بين 38 عامًا وحتى 39 عامًا تقل لتصل إلى 30% فقط.
أقرا أيضا: تحديد نوع الجنين بالحقن المجهري هل هو حرام ام حلال ؟
نسبة نجاح الحقن المجهري بعد الأربعين
بموجب ما سبق، يتضح أن أفضل سن لإجراء الحقن المجهري في الفترة التي تسبق الأربعينات، حيث تكون المرأة بكامل طاقتها وحيويتها، وبالتالي فإن نسبة الحقن المجهري بعد الأربعين قليلة بشكل كبير مقارنة بما قبله.
- إذ تكون نسبة الحقن المجهري في سن 40 عامًا 21%.
- في حين تبدأ في التناقص أكثر عند سن 43 لتصل إلى 11% فقط.
- ثم بعد سن 45 عامًا تكون 2% وهي أقل نسبة نجاح لعملية الحقن المجهري عن كل وقت.
نسبة نجاح الحقن المجهري في حالة التكيس
إن مشكلة تكيس المبايض إحدى المشكلات الشائعة بين السيدات، والتي يمكن أن تحدث لامرأة من بين كل 10 سيدات في سن الحمل والولادة، وللتوضيح ترتفع نسبة الأنسولين بها مما يؤثر بشكل سلبي على عملية الحمل، وعن نسبة نجاح الحقن المجهري في حالة تكيس المبايض فهي ليست واضحة بشكل محدد.
- إذ أن تكيس المبايض تتحكم به عوامل كثيرة، مثل العوامل الوراثية ومقاومة الأنسولين
- وكذلك السمنة، لا سيما السمنة المفرطة.
- كما تحدث عملية التبويض أو الإباضة مرة في الشهر.
- لكنها تحدث بنسب أقل في حالة تكيس المبايض.
- كما أن السيدات المصابات بتكيس المبايض يكنَّ أكثر عرضةً لمضاعفات الحمل.
وفي الواقع إصابة السيدة بتكيس المبايض قد يسبب مشكلات تأخر الحمل، لكنه لا يمنعه وقد يحدث الحمل دون الحاجة إلى أخذ أي نوع من أنواع العلاج، لكن في حالات معينة؛ لهذا السبب يستلزم معالجة تكيس المبايض.
أقرا أيضا: شروط نجاح الحقن المجهري.. ما يجب على الزوج وما يجب على الزوجة
عوامل تؤثر في نجاح الحقن المجهري
إن نسبة نجاح الحقن المجهري مرتبطة بعدة عوامل تؤثر بها، ولعل أهم وأشهر هذه العوامل ما يلي:
أولاً، عمر المرأة
إذ يعتبر عمر المرأة هو المتحكم الرئيسي في نسب نجاح الحقن المجهري كما ذكرنا وقد وضحنا سابقًا نسب نجاحه وفقًا لسن المرأة بالتفصيل؛ ولذلك يُنصح بإجراء الحقن المجهري في سن صغيرة، حيث أنه كلما تقدمت المرأة في السن قلت فرص نجاح الحقن المجهري.
ثانياً ، مؤشر كتلة الجسم
كما أن انخفاض الخصوبة مرتبط بالسمنة عند الرجال وزيادة الوزن، فهؤلاء الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم انخفاض في عدد وجودة الحيوانات المنوية مقارنة بغيرهم؛ وبالتالي فإن فقدان الوزن يساعد في:
- زيادة معدلات الخصوبة.
- كذلك تحسين جودة الحيوانات المنوية.
بينما ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في خصيتي الرجل الذي يعاني من السمنة، وبالتالي التأثير سلبًا على جودة الحيوانات المنوية، وكذلك القدرة على الحركة.
ثالثاً، العادات اليومية
أيضاً العادات اليومية تؤثر بشكل كبير على جودة الحيوانات المنوية وعددها وكثافتها، لا سيما التدخين، كما أن النيكوتين عند السيدات يؤثر بشكل سلبي على نجاح الحقن المجهري.
رابعاً، جودة الجنين
في الحقيقة نجاح الحقن المجهري يعتمد بشكل كبير على جودة الجنين، وبعبارة أخرى:
- في الحالات التي يتم فيها نقل الأجنة عالية الجودة، تزداد معدلات الانغراس بعد الحقن المجهري، وبالتالي حدوث الحمل.
- بينما الأجنة ضعيفة الجودة تزيد من فرص الإجهاض أو حتى انخفاض معدل الحمل.
ومن المهم لفت الانتباه إلى أن إحدى الدراسات التي أجريت على جودة الجنين المنقول، أثبتت أن معدل الحمل بعد النقل تأثر بنوعية وعدد الأجنة المنقولة بشكل كبير، حيث كان أعلى معدل حمل بعد نقل جنينين من النوعية الجيدة في الدورة الأولى من حدوث الحقن المجهري، كما أن هناك عوامل أخرى تساهم في زيادة نسبة نجاح الحقن المجهري مثل:
- اختيار الطبيب الأكثر خبرة.
- كذلك المركز الطبي المجهز بأحدث التقنيات.
- فضلا عن الالتزام بنصائح الطبيب.
- بجانب عدم التهاون في تنفيذ تعليماته سواء قبل الحقن أو بعده.
وباختصار شديد ، نسبة نجاح الحقن المجهري هي عملية نسبية ترتبط بعوامل كثيرة لا حصر لها، أهمها عمر المرأة وجودة الحيوانات المنوية، كذلك الطبيب والمركز الطبي، وهذه العوامل هي التي تشكل بلا شك الفارق الرئيسي في نجاح أو فشل عملية الحقن المجهري.