ما هو تجميد البويضات؟ من أهم العمليات المستخدمة في حل مشاكل الخصوبة والإنجاب بشكل عام، لكن يرتبط بها الكثير من التفاصيل الواجب معرفتها قبل التفكير في الخضوع لتلك العملية، إذ يجب الإلمام بمعرفة ماهيتها ودوافع إجرائها، كيف تتم، أضرارها، هذا بالإضافة إلى الحكم الشرعي لها.
ما هو تجميد البويضات؟
قبل أي شيء، تجدر الإشارة إلى أن تجميد البويضات بصفة عامة هي عبارة عن حفظ بويضات المرأة تحت ظروف معملية؛ حتى يتم استخدامها لاحقًا في التلقيح الصناعي والإنجاب، وللتوضيح تتمثل الحالات التي تدفع لإجراء تلك العملية عمومًا فيما يلي:
- التعرض لظروف اجتماعية تمنع الإنجاب خلال الفترة الحالية.
- أسباب صحية.
- الإنجاب من خلال عمليات الحقن المجهري.
حالات اجتماعية تلجأ فيها السيدات لتجميد بويضاتهم
ثمة العديد من الظروف الاجتماعية التي قد تلجأ النساء على إثرها لتجميد بويضاتهم؛ حتى تضمن ألا تظل طيلة حياتها دون أطفال، وفي الواقع أبرز هذه الحالات هي:
- إذا كان لديها تاريخ عائلي أو وراثي يشير إلى احتمالية أن تنقطع الدورة الشهرية لديها مبكرًا.
- حال كانت في عمر الثلاثينات أو أقل ولا تريد الإنجاب خلال الفترة الحالية؛ نظرًا لانشغالها أو لظروف صحية أو نفسية.
- مطلقة أو أرملة تنوي الزواج لاحقًا ولكنها تخشي أن تصل لسن اليأس قبل الزواج مجددًا.
- سفر الزوج لفترة طويلة قد تنقطع الدورة الشهرية للزوجة خلالها.
دواعي صحية لتجميد البويضات
كما أن هناك أسباب صحية تضطر الأزواج أحيانًا إلى أخذ قرار بحفظ البويضات مؤقتًا، أبرزها الإصابة بمرض السرطان، حيث بسبب العلاجات الكيماوية والاشعاعية التي يجب أن تتعرض لها السيدة المصابة بهذا الداء، قد تقل لديها الخصوبة، وذلك لأن هذه العلاجات تتسبب في:
- تدمير البويضات لدى الأنثى المصابة.
- ضعف انتاج البويضات وكذلك تناقص عددها.
اقرأ من هنا: تكيس المبايض والحمل
تجميد البويضات وعملية الحقن المجهري
في حالة إجراء عملية الحقن المجهري للمرة الأولى يقوم الطبيب بسحب أكثر من بويضة من الأم؛ حتى يستخدم واحدة ثم يجمد البويضات المتبقية لكي يتم استخدامها في العمليات اللاحقة.
كيف يتم تجميد البويضات؟

في الواقع إن عملية تجميد البويضة تشبه كثيرًا عملية الحقن المجهري التي يتم من خلالها علاج مشكلة ضعف الخصوبة والعقم، حيث تحتاج إلى استعداد جيد وكذلك تركيز تام من قبل الطبيب، فضلًا عن راحة كاملة بعد إجرائها، وللتوضيح تتم عملية التجميد على مراحل وهي كالآتي:
- تحفيز نضج البويضات وتطورها لدى المرأة، وذلك عن طريق اعطائها حقن محفزة بشكل يومي لمدة من 10: 12 يوم.
- تتبع مدى استجابة المبيضين للأدوية، وذلك من خلال قياس مستويات الدم وكذلك استخدام الموجات فوق الصوتية.
- سحب البويضات الناضجة خلال عملية جراحية قصيرة، إذ تتم في غضون 15:30 دقيقة.
- فحص البويضات المسحوبة جيدًا، وذلك يتطلب عالم أجنة أو طبيب متخصص عالي الكفاءة والخبرة.
- استخدام الأجنة بعد ذلك وقتما تشاء السيدة وزوجها.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن عملية تجميد البويضات التي تحدث في معمل الخصوبة بوجه عام تتم على مرحلتين، وهما:
- الاستخراج.
- التجميد.
كيفية استخراج البويضات
باختصار، تحدث عملية استخراج البويضات عادة في العيادة الطبية، إذ تتم على عدة خطوات وذلك على النحو التالي:
- تخدير السيدة التي سوف تخوض العملية.
- إمداد مسبار تصوير بالموجات فوق الصوتية إلى المهبل؛ بهدف تحديد الجريبات.
- توجيه إبرة طبية متصلة بجهاز امتصاص إلى المهبل أولًا، ومن ثم إلى الجريبات.
- سحب البويضات عن طريق جهاز الامتصاص.
وعمومًا يمكن من خلال هذه العملية سحب الكثير من البويضات، حيث كلما سحبنا المزيد، زادت فرص الإنجاب بواسطتها لاحقًا، إذ تشير الدراسات السابقة في هذا المجال إلى أن المعدل الجيد من سحب البويضات خلال الدورة الواحدة هو 15 بويضة.
كما يجب الإشارة إلى أنه بعد استخراج البويضات من المهبل محتمل أن تشعر المرأة ببعض الآثار الجانبية المؤقتة مثل:
- الانتفاخ.
- التشنجات.
- الضغط.
وربما تستمر تلك الأعراض لمدة أسبوع أو أكثر، عندئذ لا داعي للقلق، حيث أن هذا شعور طبيعي يحدث نتيجة انتفاخ المبيضين.
آلية تجميد البويضات
وبعد اتمام الاستخراج بفترة قصيرة تخضع البويضات المستخرجة بعد ذلك إلى تجميدها من أجل الإحتفاظ بها للانجاب بواسطتها لاحقًا، وذلك عن طريق:
- التبريد السريع بدرجة حرارة أقل من الصفر.
- معاملة البويضة بمواد ذات تركيزات عالية؛ حتى لا تتكون بلورات جليدية أثناء فترة التجميد.
أضرار تجميد البويضات

على الرغم من الفوائد والفرص العديدة التي تتيحها عملية تجميد البويضة وكذلك ما تقوم بحله من مشاكل اجتماعية وصحية وأيضًا نفسية، فإن الدراسات أثبتت أن لها مخاطر وأضرار عدة على الصحة والسلامة العامة، وللتوضيح تتمثل مخاطرها في:
- آثار جانبية محتملة نتيجة استخدام الأدوية المتمثلة في حقن الخصوبة.
- مخاطر ممكنة أثناء عملية استخراج البويضات.
- مضاعفات نتيجة الإنجاب في سن متقدم.
- أضرار على النسل.
- مخاطر اجتماعية.
الآثار الجانبية الممكن حدوثها نتيجة أدوية الخصوبة
كما أشرنا سابقًا إن إجراء عملية تجميد البويضات تتطلب الاستعداد لها بمدة 12 أو 13 يوم قبل العملية، إذ يتم خلال هذه المدة أخذ أدوية لتحفيز الخصوبة، مثل الهرمون الصناعي المنبه للجريب أو هرمون المحفز لعملية الإباضة، ولكن نتيجة زيادة تلك الهرمونات قد تحدث أضرار صحية مثل:
- فرط تحفيز المبايض.
- تورم المبيضين.
- الشعور بألم شديد داخل المبيضين أو في البطن.
- انتفاخ البطن والمبيضين.
- الغثيان.
- الإسهال.
- القيئ.
أضرار محتملة أثناء عملية استخراج البويضات
في بعض الحالات النادرة، لا سيما إذا لم تتم عملية تجميد البويضات واستخراجها تحت أيادي أمينة وأطباء يتمتعون بالمهارة والكفاءة العالية، قد يحدث مخاطر نتيجة الإبرة المستخدمة في استخراج البويضات، من ضمنها:
- حدوث نزيف.
- الإصابة بعدوى؛ نتيجة عدم التعقيم الجيد للإبرة وكذلك الأدوات المستخدمة.
- ضرر المثانة أو الأمعاء أو إصابة الأوعية الدموية.
مضاعفات الإنجاب في سن متقدم
ثمة بعض الأمراض التي تحدث للمرأة نتيجة الاعتماد على تجميد البويضات في الإنحاب بعد سن اليأس، أي في فترة متقدمة من العمر، إذ من الممكن أن يتسبب الحمل والإنجاب في هذا الوقت بعدة مشكلات صحية، أبرزها:
- الإصابة بداء سكري الحمل.
- تسمم الحمل.
- الولادة المبكرة للجنين قبل اكتمال نموه.
- التعرض للولادة القيصرية التي ربما تكون خطرة في هذا العمر.
اقرأ من هنا: اسباب عدم انقسام البويضات في الحقن المجهري
أضرار تجميد البويضات على النسل
وعلاوة على كل ما سبق ذكره من مخاطر على صحة الأم، من المتوقع أيضًا أن يحدث ضرر على النسل، ومن أبرز الأضرار المحتملة ما يلي:
- حدوث تشوهات هيكلية خلقية للأجنة.
- تشوه في قلب الطفل.
- إصابة الطفل بسرطان هيكلي.
حكم تجميد البويضات

ختامًا مع الحديث عن عملية تجميد البويضات وفوائدها وأيضًا أضرارها، قد تتسائل بعض السيدات عن الحكم الشرعي لإجرائها، وفي سياق ذلك تجدر الإشارة إلى أن دار الإفتاء المصرية أعلنت سابقًا بجواز التجميد.
خاصة إذا كان لضرورة ملحة الهدف منها هو الحفاظ على النسل وإمكانية الحمل في حال وجود مشكلات مرضية لدى الزوج أو الزوجة تتسبب في العقم أو تأخر الإنجاب.
ولكن جواز الحكم الشرعي يتوقف على الالتزام بعدة شروط وضوابط، إذ تتمثل في:
- وجود دافع مشروع لعملية تجميد البويضات.
- التأكد من عدم اختلاط البويضات المخصبة، سواء كان عمدًا أو بالخطًأ.
- أن يتم الإخصاب بعد التجميد بين زوجين مع ضرورة إدخال البويضة المخصبة في رحم الزوجة وهي لا تزال على ذمة زوجها.
وهذا يعني أنه من الغير جائز شرعًا أن يتم زراعة البويضة المخصبة في رحم امرأة أخرى غير الزوجة المسحوبة منها البويضة؛ حتى لا تختلط الأرحام.