علامات التبويض الجيد هي واحدة من أكثر الموضوعات شيوعًا لدى السيدات الراغبات في الحمل، إذ يشغل هذا الأمر بالهن كثيرًا، ويرغبن في معرفة هذه العلامات، وكذلك الطرق المتبعة في تشخيصها، هذا فضلاً عن معرفة الفروقات بين التبويض الجيد والضعيف، بل ويثير العديد منهن القلق حول الآلام التي تصاحب عملية التبويض، وفي هذه المقالة نناقش هذه الأفكار جميعًا ونوضحها.
ما هي الإباضة؟
مبدئيًا، إن الإباضة أو التبويض هي العملية التي يقوم فيها المبيض بإطلاق بويضة ناضجة، والتي تتحرك إلى أسفل قناة فالوب ثم تستقر فيها لمدة ما بين نصف يوم إلى يوم، لحين تخصيبها.
والحيوان المنوي يمكنه أن يستمر في جهاز المرأة التناسلي لمدة 5 أيام وذلك في حالة حدوث الجماع في ظروف مناسبة، إذ إن هناك حالات تزداد معها فرص الحمل بشكل كبير، وهي حينما يكون الحيوان المنوي في إحدى قنوات فالوب خلال أيام التبويض أو الإباضة.
ما هي علامات التبويض؟
في الواقع علامات التبويض هي بعض التغيرات التي تحدث للجسم والتي تدل على بدء عملية التبويض، وتختلف هذه العلامات في حدتها من حالة إلى أخرى، وهناك من يفرق بين التبويض الجيد والتبويض الضعيف من خلال هذه العلامات، وفيما يلي نوضح الفرق بينهما.
علامات التبويض الجيد والفرق بينه وبين التبويض الضعيف
هناك بعض التغيرات التي تحدث في جسم المرأة تشير إلى حدوث التبويض بشكل جيد، ومنها ما يشير إلى أن التبويض ضعيف، ولعل أبرز علامات التبويض الجيد تتمثل فيما يلي:
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- زيادة الرغبة الجنسية.
- آلام التبويض وآلام الثدي.
- تغيرات في عنق الرحم.
انخفاض درجة حرارة الجسم
أشارت الدراسات إلى أن حرارة الجسم تنخفض قليلاً قبل عملية الإباضة، ثم تعود وترتفع ثانية في أيام التبويض، ويُقدر هذا الارتفاع بـ 0.4 درجة مئوية خلال يوم من حدوث التبويض.
ويعود ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ارتفاع مستويات البروجسترون، وهو يساعد في جعل بطانة الرحم سميكة وإسفنجية بما يجعلها مستعدة لاستقبال البويضة المخصبة.
وفي حالة عدم حدوث الحمل تظل درجة حرارة الجسم مرتفعة حتى ينزل دم الحيض، ويمكن للمرأة معرفة وتتبع درجة حرارة الجسم عن طريق قياسها كل صباح قبل مغادرة الفراش.
وبالرغم من ذلك لا تعتبر هذه العلامة إحدى علامات التبويض الجيد، إذ أنها غير فعالة في الحالات التي لا تأتي فيها الدورة الشهرية بشكل منتظم.
زيادة الرغبة الجنسية

من الملاحظ أن الرغبة الجنسية لدى السيدات تزداد في بعض الأوقات خلال الشهر، وهو ما يدعو الكثير منهن للاعتقاد بأنها من علامات التبويض الجيد، وبالرغم من كون هذا الأمر ممكنًا، لكن في حالات أخرى لا تكون زيادة الرغبة الجنسية علامة على التبويض الجيد.
وتزداد الرغبة الجنسية قبل التبويض مباشرة، حيث تزداد جاذبية المرأة بسبب الهرمونات التي يفرزها الجسم، وفي حالة معاناة المرأة من القلب أو التوتر أو الاكتئاب، لا يمكن ملاحظة زيادة الرغبة كواحدة من علامات التبويض الجيد.
آلام التبويض وآلام الثدي
إن أغلب النساء يعانين من آلام التبويض سواء قبل عملية التبويض أو أثناءها، وذلك بسبب نمو الجريب الذي يحمل البويضة الناضجة، وتعتبر هذه العلامة إحدى علامات التبويب الجيد.
ويكون الألم عادة ما بين ألم حاد أسفل البطن إلى درجة يصعب معها الجماع في مرحلة ما، والتي تعتبر أقوى أوقات المرأة خصوبةً.
وهنا يجب الإشارة إلى أنه في حال إذا ما عانت المرأة من ألم شديد أثناء الإباضة، يجب مراجعة الطبيب، وذلك للحماية والوقاية من الإصابة بأمراض أخرى، التي تعد بطانة الرحم المهاجرة أشهرها.
وتعاني بعض السيدات من آلام شديدة عند لمس الثدي، والتي تكون بسبب هرمونات الجسم التي يفرزها بعد عملية التبويض، وبالرغم من ذلك، لا يمكن اعتبارها واحدة من علامات التبويض الجيد؛ لأنها قد تكون بسبب الآثار الجانبية لأدوية الخصوبة.
تغيرات في عنق الرحم

هناك بعض التغيرات التي تحدث في عنق الرحم أثناء فترة الحيض، وهي علامة من علامات التبويض الجيد، حيث يتحرك عنق الرحم لأعلى ويصبح الوصول إليه صعبًا، كما يكون أكثر انفتاحًا ونعومة قبل عملية التبويض مقارنة بما قبل الإباضة.
وتحدث تغيرات أخرى في إفرازات عنق الرحم، حيث تزداد وتصبح أقل لزوجة، كما أنها تصبح شفافة وممتدة وأشبه ببياض البيض النيء، كما أن الإفرازات تساعد الحيوان المنوي في الوصول لأعلى ودخول الجهاز التناسلي ومن ثم يمكنه الوصول إلى البويضة.
ومن ناحية أخرى تقلل الإفرازات من آلام الجماع وتزيد من فرص حدوث الحمل، حيث تظل الحيوانات المنوية حية لمدة 5 أيام، ويكون مخاط عنق الرحم جاف في البداية ثم لزج ثم مائي أشبه ببياض البيض ثم يعود إلى الجفاف أو اللزوجة، ويمكن متابعة هذه التغيرات لمعرفة أفضل وقت لحدوث الحمل.
وتعتبر العناصر السابقة هي علامات التبويض الجيد، ويمكن معرفة التبويض الضعيف من خلال العلامات التالية:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- تغيرات في دم الحيض مثل النزيف الشديد أو الخفيف جدًا.
- طول الدورة الشهرية أو قصرها بشكل ملحوظ.
- غياب الدورة الشهرية لفترات طويلة.
وعمومًا تمثل هذه العلامات الفروق الأساسية بين التبويض الجيد والضعيف، ولعلك الآن علمتِ الإجابة على سؤال كيف تتعرفين على علامات الإباضة؟
طرق تشخيص علامات التبويض الجيد
هناك بعض من الطرق المتبعة في تشخيص علامات التبويض الجيد، لا سيما بعد ظهور العلامات السابق ذكرها، ومن هذه الطرق ما يلي:
- تصوير الرحم والمبايض بالموجات فوق الصوتية.
- اختبارات الدم لمعرفة مستويات الهرمونات.
- توصيل قناة فالوب من خلال الصبغة وكذلك تصوير الرحم.
- تنظير الرحم والبطن بالمنظار، وذلك عن طريق شقوق صغيرة فيهما.
- تحليل نسيج بطانة الرحم.
هل من الطبيعي حدوث ألم خلال عملية التبويض؟
يعتبر ألم التبويض واحدة من علامات التبويض الجيد، وتتساءل بعض السيدات عن كون هذا الألم طبيعيًا أم يشير إلى وجود مشكلة، وحسبما ذكر موقع “National Health Service” فإن هناك ألم خلال عملية التبويض لكنه ألم طبيعي.
وفي حالة زاد الألم أو تزايدت حدته، يجب استشارة الطبيب فورّا لأنه قد يكون مؤشرًا لإصابة المرأة بالتهابات الرحم أو ورم المثانة أو غيرها من التداعيات الأخرى.
لماذا لا يحدث حمل رغم التبويض الجيد؟
إن علامات التبويض الجيد التي سبقت الإشارة إليها لا تعد كافية لتأكيد حدوث الحمل، بل في بعض الأحيان قد تكذب هذه العلامات، وهو ما يجعل المرأة تتساءل عن سبب عدم حدوث الحمل رغم كل هذه العلامات.
وهناك العديد من الأسباب لعدم حدوث الحمل، منها على سبيل المثال:
- انسداد في قنوات فالوب.
- تشوهات في شكل الرحم.
- استخدام المزلقات أثناء العلاقة الحميمة.
- ارتفاع مستوى البرولاكتين في الجسم، أو ما يسمى بهرمون الحليب.
- ممارسة أنماط حياتية غير صحية مثل التدخين.
كل هذه الأسباب يمكن أن تؤدي إلى عدم حدوث الحمل بالرغم من التبويض الجيد وبالرغم من وجود علامات التبويض الجيد، ولذلك يجب ضبط الأساليب الحياتية للمرأة وكذلك الرجل، ومحاولة اتباع نظام غذائي متكامل بعيد عن الكحول والتدخين.
كانت هذه هي أهم علامات التبويض الجيد التي تظهر عند المرأة، وبالرغم من الفرق الواضح بينها وبين التبويض الضعيف إلا أنها لا يعتد بها كعلامات مؤكدة لنجاح التبويض وحدوث الحمل، إذ يجب اللجوء إلى الاختبارات المخصصة لذلك والتي تعطي نتائج دقيقة.
مراجع
Ovulation Pain (Mittelschmerz)