المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري، من أهم الطرق التي تساهم في التغلب على العقم وحل مشكلات تأخر الإنجاب، فما هو وكيف يتم اجراؤه؟ هل لازم قبل عملية الحقن المجهري ومتي ينصح الطبيب به؟ هذا ما سنتعرف عليه فيما يلي بالتفصيل الدقيق.
المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري
جرت العادة على استخدام المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري، حيث أصبحت من العمليات الهامة التي تسبق عملية الحقن، إذ يتم إجرائها من أجل التشخيص الدقيق للمبيض؛ بهدف:
- اكتشاف أي مشكلة في إنتاج البويضات من المحتمل أن تؤثر على نجاح الحمل بعد الحقن المجهري.
- علاج أي مشكلة يتم اكتشافها في الرحم.
ما هو المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري؟
قبل كل شيء، تجدر الإشارة إلى أن المنظار الرحمي هو عملية جراحية تتم داخل الرحم، إذ يستطيع بواسطته الطبيب أن يتعرف على أي مشكلات في رحم الزوجة من شأنها أن تمنع الحمل الطبيعي أو تسبب حدوث نزيف شديد للمرأة، وللتوضيح تتم عملية المنظار الرحمي على النحو التالي:
- العمل على زيادة اتساع عنق الرحم؛ حتى يمكن للطبيب إدخال المنظار.
- مد أنبوب طويل يدخل من المهبل، ثم إلى عنق الرحم، ومن ثم يصل إلى الرحم.
- توسيع الرحم وكذلك علاج أي التصاقات به عن طريق استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يتم ضخه من خلال الأنبوب.
وفي الواقع لا تستغرق عملية المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري أكثر من ساعة؛ إذ تتراوح المدة التي تستغرقها بوجه عام ما بين 5:60 دقيقة، حسب حالة المرأة ما إذا كانت تحتاج إلى علاج بالمنظار العلاجي أو سوف يقتصر استخدام المنظار على الكشف فقط.
هل المنظار الرحمي صعب ولا سهل؟
بالتأكيد لأ، إذ على الرغم من تخوف الكثير من السيدات من استخدام المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري، إلا أن العملية بسيطة للغاية، حيث لا يتم فيها فتح البطن مثل معظم العمليات الجراحية، وكما قلنا سابقاً لا تحتاج العملية إلا بضع دقائق لإتمامها، فضلاً عن ذلك استخدام المنظار آمن جداً، لا سيما إن كانت العملية تتم تحت أيدي طبيب ماهر ومتخصص، وبالتالي فإن المنظار الرحمي لا يمكن أن يكون صعب.
هل يتم التخدير في منظار الرحم؟
في العادة، نظراً إلى سهولة العملية فلا يتم استخدام أي نوع من التخدير، لكن ربما يقرر الطبيب استخدام مخدر ما حسب حالة المريضة، وذلك على النحو التالي:
- عدم استخدام المخدر مطلقاً ولا أي نوع من الأدوية المسكنة.
- إعطاء الحالة نوع من الأدوية المسكنة مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen)، دون استخدام أي مخدر أثناء إجراء العملية.
- تخدير عنق الرحم فقط أثناء العملية، عن طريق مخدر موضعي.
- إذا كانت الحالة معقدة مثل حالات إصابة الرحم بأورام ليفية، يتم استخدام مخدر عام.
فوائد المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري
تشير الدراسات الحديثة في هذا المجال، إلى أن إجراء المنظار الرحمي قبل الحقن المجهري يزيد من نسبة نجاح العملية بمقدار 40%؛ لأنه يساهم في الكشف عن وكذلك علاج معظم معوقات الحمل والانجاب، والتي منها:
- ضعف بطانة الرحم.
- تكيس المبايض.
- الأورام الليفية الرحمية.
- مشكلة الزوائد الرحمية.
- النزيف المهبلي، إضافة إلى نزيف ما بعد الدورة الشهرية.
- حالات التصاقات الرحم.
- الإجهاض بشكل متكرر.
هذا بالإضافة إلى دور المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري في علاج ندوب الرحم التي تعد من أخطر المشكلات وأكثرها وقوفاً في طريق الحمل والإنجاب، حيث تعمل على ربط الأنسجة الرحمية في بعضها البعض، وبالتالي تؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية، وهذا يعني أنها تؤثر على معدل الخصوبة بوجه عام.
هل يحدث حمل بعد عملية المنظار الرحمي؟
بنسبة كبيرة قد يحدث حمل بشكل طبيعي بعد عملية المنظار الرحمي العلاجي، حتى قبل إجراء عملية الحقن المجهري؛ لأن المنظار العلاجي يعالج كثير من المشكلات التي تتسبب في تأخر الحمل وكذلك الإجهاض مثلما أشرنا سابقاً، ولكن ربما تستدعي الحالة إلى إجراء عملية الحقن؛ لكي تساهم في سرعة حدوث الحمل والإنجاب بجنين معافى.
الوقت المناسب لإجراء المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري
إن الوقت المناسب لإجراء عملية المنظار الرحمي قبل الحقن المجهري يتحدد حسب حالة المريضة، هذا بالإضافة إلى نوع المنظار المستخدم وكذلك طبيعة استخدام، وبعبارة أخرى يمكن تحديد المدة الفاصلة ما بين المنظار والحقن كما يلي:
- إذا كانت استخدام المنظار الرحمي تم بغرض الكشف فقط، يمكن إجراء عملية الحقن المجهري مباشرة بعد انتهاء المنظار.
- بينما في حال تم استخدام المنظار في علاج إحدى مشكلات الرحم التي أشرنا لها سابقاً، فإن الوقت الأمثل لإجراء عملية الحقن المجهري بعد 3 شهور من استخدام المنظار.
وفي الحقيقة، كثير من حالات تأخر الإنجاب استطعن الحمل بنجاح بعد استخدام المنظار في حل مشكلات الرحم؛ لهذا السبب ينصح دائماً بإجراء المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري للكشف الدقيق، فضلاً عن التأكد التام من سلامة الرحم، حتى ولو لم تشتكي المرأة من أي أعراض مرضية.
الاستعداد لعملية المنظار الرحمي
في سياق الحديث عن فوائد المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري وأنواعه، فضلاً عن توضيح كيفية إجراؤه، يشار إلى أن هناك مجموعة من الاستعدادات التي ينبغي على السيدة معرفتها وكذلك الالتزام بها قبل خوض العملية، إذ ينصح الأطباء جميع النساء اللواتي سوف يخضن عملية المنظار الرحمي بالآتي:
- عدم تناول أي أطعمة أو مشروبات قبل دخول العملية بوقت قليل، تحديداً لمدة 12 ساعة.
- التخلص من أي فضلات في المعدة خلال ال 24 ساعة السابقة لموعد دخول عملية المنظار الرحمي، عن طريق استخدام ملينات المعدة.
- محاولة التخلص من أي شعور بالقلق أو التوتر قبل دخول العملية، في الواقع الأمر سهل كما أوضحنا ولا يستدعي لأي ارتباك.
- ربما يطلب الطبيب المعالج من السيدة صورة دم كاملة، فضلاً عن أشعة مقطعية قبل إجراء العملية.
- يجب إخبار الطبيب بأي حساسية تعانين منها تجاه الأدوية أو المركبات الطبية المستخدمة.
نصائح بعد المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري
ثمة بعض النصائح التي ينبغي على السيدة الالتزام بها بعد عملية المنظار الرحمي إلى أن يقرر الطبيب إجراء عملية الحقن المجهري؛ حتى لا تتعرض لأياً من المخاطر أو الآثار الجانبية المتوقعة، وللتوضيح تتمثل تلك النصائح فيما يلي:
- اتباع تعليمات الطبيب الذي يتابع الحالة بعد إجراء العملية، على سبيل المثال تناول ما يصف من أدوية، إضافة إلى الابتعاد عما ينهي من مؤثرات.
- عدم بذل أي مجهود شاق في فترة ما بعد إجراء المنظار الرحمي، وهذا يعني الراحة التامة فضلاً عن الابتعاد عن أي مصدر تعب.
- تناول الأغذية الغنية بالألياف، مثل الدجاج المشوي مع الأرز أو المخبوزات المحمصة.
- ممارسة رياضة المشي.
- الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة خلال الأسبوع الأول من إجراء المنظار الرحمي.
هل يوجد مخاطر ل عملية المنظار الرحمي؟
في الحقيقة، على الرغم من سهولة المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري وأهميته، إلا أن هناك عدة مخاطر وأعراض جانبية من المحتمل أن تصاب بهم المرأة، إذ تتمثل أبرزها بوجه عام في الآتي:
- حدوث نزيف لمدة عدة أيام.
- التهاب في الحوض، علاوة على انتفاخ المثانة البولية.
- تمزق الرحم.
- الشعور بالدوار أو فقدان الوعي.
- خروج روائح كريهة؛ نتيجة الإفرازات المهبلية المحتملة.
لكن، لا داعي للقلق من كل تلك الأعراض، إذ يتابع مركز رويال حالة السيدة بدقة بعد إجراء المنظار الرحمي قبل عملية الحقن المجهري، كما يستخدم أحدث التقنيات وأفضل الأساليب العلمية، فضلاً عن ذلك يقوم بإجراء العملية أطباء متخصصون يتسمون بالكفاءة العالية والمهارة الفائقة.