شكل افرازات الإجهاض من أكثر الموضوعات التي تقلق السيدات، فكلما رأت المرأة إفرازات مهبلية غريبة ظنت أنها على وشك إجهاض طفلها، كما أن بعضهن يتساءل: “هل هناك فارق بين الإفرازات المهبلية الطبيعية وبين تلك التي تحدث في حالات الإجهاض؟” وهو محور حديثنا اليوم.
ما هو الإجهاض؟
قبل حديثنا عن شكل افرازات الإجهاض يجب أن نوضح ماذا يقصد بالإجهاض؛ لكي لا يختلط الأمر، ويقصد به انتهاء غير متوقع للحمل، أي ينزل الجنين من الرحم، وثلث حالات الإجهاض تحدث في الشهر الأول، بل أن ما يصل إلى 20 % من السيدات لا يعرفن أنهن حوامل حينما يحدث الإجهاض.
أسباب الإجهاض
هل تساءلت عن أسباب الإجهاض نفسه قبل معرفة شكل افرازات الإجهاض؟ ربما لا، لذلك نوضح ما هذه الأسباب، ولعل الإجهاض الذي يحدث في الشهر الأول بالتحديد يكون بسبب الاضطرابات الصبغية، وهي إما موروثة أو صبغية وهي بنية الوراثة الأساسية التي تحمل الجينات.
ولعل أهم أسباب الإجهاض العام تتمثل في:
- الانتات
- التعرض لمناطق بها ارتفاع في مستويات الإشعاع أو العوامل السامة.
- عدم تعيش البويضة الملقحة في الرحم بشكل صحيح.
- عمر المرأة.
- اضطرابات المسالك البولية.
- قصور عنق الرحم.
- التدخين والكحوليات.
- اضطرابات الجهاز المناعي مثل الإصابة بالذئبة.
- أمراض الغدة الدرقية.
- السكري غير المنتظم.
- مرض القلب الخلقي.
أسباب أخرى للإجهاض
بعد أن تعرفنا على أهم أسباب الإجهاض الشائعة، فإن ذلك لا يعني أنها هي كافة الأسباب، فهناك الكثير والكثير منها، ومن بينها ما يلي:
- كروموسومات الجنين: حيث أنه قد يحدث فيها خطأ بسبب التلقيح، إذ يتلقي الجنين عدد كبير من الكروموسومات لا يستطيع من خلالها النمو والتطور بصورة طبيعية وبالتالي يحدث الإجهاض.
- مشاكل المشيمة: والمشيمة هي العضو الأساسي الذي يربط بين الأم والجنين، فإذا كانت هناك مشكلة في المشيمة فإن ذلك يؤدي إلى حدوث الإجهاض.
- استخدام الأدوية التي يحذر منها الأطباء والمعروف أنها تزيد من حدوث الإجهاض مثل الرتينوئدات والميزوبروستول والميثوتريكسات وكذلك الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات وأهمها الأيبوبروفين.
- مشاكل الرحم: إن مشاكل الرحم وتشوهاته سبب كبير في حدوث الإجهاض ولعل أهم هذه المشاكل هي الأورام الليفية.
شكل افرازات الإجهاض
ما هو شكل إفرازات الإجهاض؟ من أهم الأسئلة التي تشغل ذهن المرأة لتعلم بحدوث الإجهاض، حيث يمكن أن تنزف المرأة لأسبوع كامل أو بشكل متكرر حتى 4 أسابيع بعد الإجهاض، ويتراوح النزيف ما بين خفيف إلى شديد، وفي حالة كانت المرأة تمارس تمارين معينة فإنه يزداد، ويقل مع الراحة.
إن التجمعات الدموية الصغيرة تعد طبيعية سواء كانت حمراء اللون أو داكنة بنفسجية، ويمكن أن تعاني الحامل بتقلصات قد تصل إلى 6 أيام في بعض الحالات، وهنا يجب أن تستشير الطبيب، كما يمكن أن تكون الإفرازات باللون الأصفر أو البني، هذا فضلاً عن أنها تكون برائحة كريهة.
علامات الإجهاض
هل تختلف علامات الإجهاض عن شكل افرازات الإجهاض؟ في حقيقة الأمر فإن إفرازات الإجهاض تكون علامة على حدوث الإجهاض نفسه، ومن أشهر علامات الإجهاض ما يلي:
- زيادة الإفرازات المهبلية.
- حدوث وجع أثناء منتصف الشهر.
- تغير درجة حرارة الجسم.
هل النزيف المهبلي من علامات الإجهاض؟
في الواقع يعتبر النزيف المهبلي من أشهر أعراض الإجهاض، والذي يحدد على أساسه شكل افرازات الإجهاض، حيث يحدث فيه تلف الغشاء المخاطي للرحم وبالتالي انفصال الحمل، يبدأ بشكل خفيف في البداية على صورة بقع ثم يزداد غزارة.
يحدث النزيف أثناء الحمل في الشهور الأولى وذلك كعلامة للتحذير عن الإجهاض وربما يكون بسبب مشاكل أخرى كالحمل خارج الرحم، ومع ذلك فإن نزول بقع دم بنية في بداية الحمل أمر طبيعي ولكن يجب استشارة الطبيب.
كيف يبدأ الإجهاض؟
بعد أن تعرفنا على شكل افرازات الإجهاض لعلك تتساءل عزيزي القاريء عند الكيفية التي يبدأ بها الإجهاض عند الحامل، وفي حقيقة الأمر فإن هناك طرق كثيرة تعتمد على مرحلة الحمل، توضحها منها ما يلي:
يمكن إدخال أداة في المهبل من عنق الرحم وذلك بعد أن يتم تخدير الحامل، وتكون هذه الخطوة لإزالة أنسجة الجنين ودم الإجهاض وكذلك حالات الحمل خارج تجويف الرحم، ويتم تنفيذها ما بين الأسبوع السابع إلى الأسبوع الـ 26 من الحمل وبطبيعة الحال يجب أن يتم إجراء بعض الفحوصات قبل العملية مثل:
- فحص جسدي شامل
- فحص يدوي نسائي
- فحص بالأمواج فوق الصوتية “التراساوند” وذلك للتأكد من عمر الحمل بدقة وكذلك منقطة انغراس الجنين.
- فحص فصيلة دم المرأة.
يجب أن تصوم المرأة 8 ساعات قبل الخضوع للعملية، ويتم تنفيذها تحت تأثير تخدير شامل، كما يجب استشارة الطبيب في حالة تناول أي أدوية أو التوقف عنها قبل الخضوع للجراحة.
في بعض الحالات لا نلجأ للعملية الجراحية، حيث يتم استبدالها ببعض الأدوية التي تساعد على الإجهاض، ولكن يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب المعالج، حيث تعمل الأدوية على جعل تقلصات الرحم تزداد وتطرد دم الإجهاض وخلايا الحمل، ولكننا نلجأ إليها في الإجهاض المبكر فقط لكن في الإجهاض المتأخر يحب أن تخضع المرأة للعملية.
التشخيص المبكر للإجهاض
بعد أن تكون المرأة عرفت شكل افرازات الإجهاض وكذلك أسبابه، يصبح لديها قلق وخوف من أنها تتعرض للإجهاض إذا حملت مرة أخرى، ولكن في الحالات الطبيعة للإجهاض فإنه لا يتكرر، ولكن يجب أن تجري المرأة فحوصات لكي تطمئن.
بعد أن تزور المستشفى يتم الفحص بالطرق التي ذكرناها سابقًا كما يتم عمل بعض الإجراءات للتأكد إذا كانت المرأة تعاني من الإجهاض مرة أخرى أم لا، وكذلك إذا كانت هناك بقايا أنسجة من الحمل في الرحم وما إذا نزلت هذه الأنسجة أم لا.
يكون الاختبار الأول في العادة هو فحص الموجات فوق الصوتية؛ لكي يتم التحقق من حياة الجنين وكذلك يتم البحث عن نبضات قلبه، ويمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على توسيع عنق الرحم، وبالتالي نزول كافة أنسجة الحمل التي خلفها الإجهاض.
وفي بعض الحالات يجب إجراء جراحة فورية، هذا إذا كانت المرأة تعاني من نزيف حاد ومستمر، وهو ما يعني إصابتها بعدوى ما، وبالتالي يتم إجراء الجراحة لإزالة ما تبقى من أنسجة الحمل في الرحم.
في نهاية المقال نكون قد وضحنا كل ما يخص شكل افرازات الإجهاض وكذلك العلامات التي تشير إلى حدوث الإجهاض، كما أننا تناولنا طرق تشخيص الإجهاض، ويجب أن تنتبه المرأة للحمل في شهورها الأول لأنها الفترة التي يكثر فيها حدوث الإجهاض.
